رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

( علـّل ) .. يا مدير ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما لا يعرفه الكثيرون ان التعسف الإداري لا يقتصر على نقل الموظف ( دون وجه حق ) أو طي قيده دونما أسباب جوهرية وفي السياق لا يقتصر على إيقاف العلاوة السنوية أو ربما توبيخ وتقريع الموظف على مرآى من زملائه فثمة أمر غاية في الأهمية قد لا يقل تعسفاً على ما ذُكر أعلاه وربما يفقه ضرراً وخيبة وهو تعنت المدير بعدم إبداء الأسباب لجهة طلبات واستحقاقات موظفيه ( المكتسبة ) وبكلمة أوضح عدم إقران الحجج ومبررات الرفض فكثيراً ما يرفض المدير طلب موظف يريد إجازة قد لا تتجاوز يوماً واحداً دون أن يوضح الأسباب خصوصاً إذا كان هذا الموظف مستحق أي لديه رصيد ويفاجىء بالرفض من قبل سكرتير المدير أو الموظف المختص .
لاحظوا أن الأمر بسيط أي بإمكان الموظـف تمريره لكـن لأن المدير لم ( يعلّل ) سبب الرفض يزيد من إستيـاء الموظف ويعتـبر بالعرف الإداري ( تعسفاً ) لأنه أخذ منحى (شخصاني) أو هكذا يُفسر ! نتفهم جيداً أن يكون لدى المدير أسباب ومبررات وجيهة لكن كونه لم يوضحها للموظف فقد يلحق ضرراً معنوياً ربما يجره لأمور تنعكس سلباً على مجريات عمله وربما تصل لتسيبه فالإشكالية هنا لا تكمن برفض الإجازة أو الدورة التدريبية وغيرها من مستحقات بل في عدم تبيان أسباب الرفض فالأجدر بالمدير ألا يتجاهل هذا الأمر ويضعه في إطار أوليات مقومات الإدارة الناجحة لا بل من مسلماتها إن صح التعبير .
جدير بالذكر أن تجاهل أو إغفال المدير لتعليل أسباب الرفض لا يخرج عن إطار التذرع بأنه صاحب الصلاحية وله الحق في رفض طلب الموظف .. أقول نعم لك الحق والصلاحية على أن يكون (الرفض) مقروناً ومشفوعاً بالأسباب والمسوغات من دون ذلك يعتبر قراراً تعسفياً من الدرجة الأولى أما إذا كان المدير يتحجج بكثرة مشاغله ويكفيه عناءً أن يخط بقلمه بالرفض فأقول له إن من أهم المشاغل (المفترضة) هو تلبية طلبات موظفيك وأقله مراعاة حقوقهم المعنوية فكونك تستكثر عليهم إبداء أسباب الرفض فذاك قمة التجاهل والاستهانة وإن شئت (الاستنكاف) .
أما إذا كان المدير يعتقد أن الاكتفاء بالرفض دلالة أو مؤشر على قوة شخصيته فأقول له أنت واهماً فالعكس هو الصحيح فمن أهم مقومات وركائز قوة الشخصية هو مواجهة الموظف بشكل مباشر وإقناعه بأريحية بأسباب رفض طلبه أما إيكال ذلك للسكرتير أو الموظف المختص فهو تواري لا ينم إلا على الضعف أو قلة الحيلة .
رب قائل ما دور السكرتير أو الموظف المختص بشؤون الموظفين نقول أنه في حال الموافقة على الطلب لا ضير من إحالتها لهؤلاء لاستيفاء اللازم لكن في حال الرفض لا مناص من مواجهة الموظف لإزالة أي لبس أو تفسير خاطئ قد يخلق فجوة أو لنقل (جفوة) بين الموظف ومديره بينما لا يستغرق الأمر دقائق معدودة وكلمات محدودة تذيب جليد الأستياء وتداعيات رفض طلب الموظف .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up